جاء عن لسان المساء الموضوع التالي:
من الأضحية؟
لا توجد لوحة إعلانية في شوارعنا لا تمدح اللجوء إلى الاقتراض. قروض من جميع الأنواع. لكن هناك إعلان واحد منها يثير الاهتمام أكثر من الإعلانات الأخرى، وهو الذي يمكنكم من الحصول على خروف جميل، كبير وفيه شحم مع قرون تشعل نار الغيرة والحسد لدى الجيران. لكن هذا القرض يجب أن تدفعوا أقساطه لأشهر طويلة، وسوف تضطرون إلى الاقتراض مرة ثانية للتخفيف من عبء قرض الخروف الذي أكلتموه...
ستصبحون رهينة لمقرضيكم.
لكن من الذين يقترضون؟ الفقراء بطبيعة الحال، أما الأكثر فقرا من بينهم فسيبيعون سجاداتهم وتلفزاتهم وأغطيتهم، وسيقولون إنه يجب إسعاد الأطفال. هؤلاء الأطفال ستتحول سعادتهم في القريب العاجل إلى تعاسة عندما لن يجدوا ما يأكلونه، وعندما يفتقرون إلى الأدوية واللوازم المدرسية أو الأحذية عندما تغوص أقدامهم الحافية في الوحل ويتلوون جراء الألم.
وحسب الإحصائيات، فإن 25 في المائة من الساكنة تعيش على عتبة الفقر أو تحتها. فخمسة ملايين مغربي يعيشون بأقل من 10 دراهم يوميا. وهذه الفئة، في غالبيتها، هي التي تقدم التضحيات وتنزف ألما من أجل توفير أضحية العيد.
وبالعكس، فإن الأوساط المتعلمة تمارس بشكل أقل هذه الطقوس. وبالتالي، فإن هذا الامتناع وصل إلى 13 في المائة بالنسبة إلى الأسر التي يرأسها شخص لديه مستوى دراسي جامعي، مقابل 4 في المائة بالنسبة إلى الأسر التي يرأسها شخص أمي. وهناك موضة أخرى لدى الأسر الغنية التي تتجنب، على العموم، يوم العيد بالسفر. وبذلك، فمن بين 10 في المائة من النسبة التي تمثلها الأسر الأكثر غنى، نجد 11 في المائة لا تلتزم بعيد
الأضحى.
من هنا تبرز الحاجة إلى مراجعة هذا العيد الذي يجعل الفقراء أكثر فقرا. وقد اتخذ الحسن الثاني قرارا شجاعا بأن ينوب هو في ممارسة هذا الطقس عن المغاربة كما فعل النبي (ص) عندما ضحى عن أمته.
ومن جهة أخرى، ألا يعتبر السماح بالاقتراض من أجل القيام بسُنة، وليس فرضا إلهيا، انتهاكا لحظر الفائدة؟ كيف يمكن القبول بالاقتراض للقيام بسنة دينية في حين أن الله تبارك وتعالى قال: «لا يكلف الله نفسا إلا وسعها».
ألا يمكن لمجلس علمائنا أن يصدر فتوى تحرم اللجوء إلى الاقتراض لشراء خروف العيد؟ لماذا لا يذكر أيضا أن الخروف بعد ذبحه يجب أن يوزع على الفقراء بدلا من أن يستهلك كليا؟ هذا يعني أن ممارسة طقوس عيد الأضحى لم تعد لها علاقة بالتعاليم الحقيقية للإسلام، فهذا العيد أصبح مهرجانا.. سوقا غاصا بالشناقة والمتفرجين. لقد أصبح مناسبة للأكل حد التخمة.
أما أنا، فأعترف بأنني لم أضح أبدا بخروف، فأنا أحتفظ بالمال وأستعمله لمساعدة مريض أو محتاج أو متسول.
وقد روى البيهقي أن «الأضحية غير واجبة وأن التصدق بثمنها على المسكين أولى... بدليل أن أبا بكر وعمر كانا لا يضحيان مخافة أن يظن الناس وجوبها».
خالد الجامعي
ماهو رأي قراء هذا المقال بكل صدق وأمانة؟