عندما تفتح أبواب السماء

عندما تفتح أبواب السماء



فكرة ذكية، تلك التي اهتدت إليها جريدة "الاتحاد الاشتراكي" في هذه الأيام المطيرة، حيث تجشمت عناء إحصاء حفر مدينة الدار البيضاء، لتذكر المسؤولين، وعبرهم تذكرنا نحن عموم المواطنين البسطاء، الذين تغرق أقدامهم في برك المياه الآسنة، وترشهم السيارات المارقة بما لذ وطاب من الأوساخ الحاثلة، في قعر مدينة قيل أنها كانت ولا تزال تعتبر في العرف الرسمي، عاصمة المغرب الاقتصادية. الزميلة "الاتحاد الاشتراكي" أحصت ما مجموعه 3757 حفرة، موزعة بالعدل بين شوارع وأزقة ودروب وحارات المدينة.. حفر متفاوتة في الطول والعرض والعمق وفي حقينة الملء، سيان عندها الشوارع الفخمة والأزقة الضيقة.. حفر لا تؤمن بالتفاوت الطبقي.. حفر مناضلة تناضل في البيضاويين والبيضاويات.. تسقيهم من صديدها وقيحها وأوساخها ما يعجز اللسان عن وصفه، ولا تستني حتى أطفال المدارس المثقلة ظهورهم بالمحافظ الجرباء، المثخنة بالجهل العالم، أو بلغة العامة، المثخنة عن آخرها بـ"الكلخ" الذي أوصل تعليمنا إلى الدرك الأسفل.. روى لي تلميذ في عمر الزهور، أن سيارة من نوع "4في4"، مرت من جانبه وهو يتأهب لعبور الشارع الرئيسي المحاذي لمدرستهم، فرمته بوابل من الماء الممزوج بدخان العوادم وزيت المحركات وبقايا المازوت الثقيل، المخصب بالرصاص وعصير الأزبال المتسربة من فجوات ناقلات القمامة.. فأصابه ذلك الخليط المسموم في الوجه مباشرة، ولسوء حظه تسرب قليل منه إلى فمه، وتمكن من عبور بلعومه، ليستقر بين تجاويف معدته وأمعائه.. وما أن وصل المسكين إلى عتبة دارهم حتى سقط مغشيا عليه.. فنقل إلى المستشفى على وجه السرعة، وقام الأطباء مشكورين بغسل ما علق بداخله من سموم.. فخرج من غيبوبته منهكا يحكي قصته هذه، التي قد تشيب من "هولها الولدان" كما تقول العرب. نرجو أن يتحرك مجلسنا الحضري ومقاطعاتنا المتناثرة هنا وهناك، وكذا مجلس العمالة ومجلس الجهة وكل من له علاقة بتدبير شأن هذه المدينة المترامية الأطراف، صاحبة الـ3757 حفرة.. ليقوموا بعملية إنقاذ سريعة لحياة المدينة والناس، على غرار ما قام به الأطباء الأجلاء الذين أنقذوا حياة الطفل من موت محقق، نتيجة لتقاعس هذه المؤسسات الدستورية.. ولكن "لا حياة لمن تنادي" كما يقول المثل.. فمجالسنا غير الموقرة مصابة بداء فقدان المناعة ضد الحفر، وضد كل ما يلحق الأذى بالبيضاويات والبيضاويين وبسائر عباد الله الطيبين، الغارقين في هموم الحياة بين الموت والحياة، يقاومون رماد الوقت بما ملكت أيديهم، ولسان حالهم يقول: "الله ياخذ الحق..."... وفي انتظار أن تفتح أبواب السماء استجابة لشكواهم، خصوصا ونحن على مرمى حجر من الانتخابات الجماعية.. لا يسعنا إلا نقول شكرا للزميلة "الاتحاد الاشتراكي"، التي فتحت أعين المسؤولين على مدينة الألف حفرة وحفرة....




جريدة بيان اليوم

فعلا اخي فضيحة مدينة البيضاء في طرقاتها التي اصبحت عبارة عن تضاريس مشكلة من منخفضات(الحفر بجميع الاحجام) و مرتفعات (dos d'âne)
فعلا مهزلة و لكن قد تجاب لو دعوت حيا, فلا حياة لمن تنادي

شكرا أختي اخلاص على ردك على هذا الموضوع,البيضاء مثال فقط أما ما خفي كان أعظم.

تشرفت بمرورك

الانتخابات على الأبواب,والاصلاحات ستسبقها بالجملة,ان شاء الله.

هذا ما اعددناه لاستضافة المونديال
سنعاود الكرة في 4008
حتما سنفوز

معك حق أخي الكريم كل شيئ بالتمني في وطننا الحبيب,ولا شيئ يتحقق ولا بعد سنة 4008.

شكرا على مرورك.